يستكنّ جامع الشيخ زايد الكبير في قلب أبوظبي، فيبدو وكأنّه عملٌ فنيّ مذهل يأسر القلوب بجماله. يُعرف الجامع بعماراته المبهرة وتصميمه الدقيق وفخامته اللامتناهية، غير أنّ كثيراً من الحقائق المدهشة المرتبطة به لا تحظى بما تستحقّه من تقدير. فهذا المعلم المهيب يزخر بالمفاجآت المعمارية التي تبعث على الدهشة، من مساحته الشاسعة إلى المواد الفاخرة المستخدمة في بنائه، ما يجعل كلّ زاويةٍ فيه شاهدةً على روعة الحرفية المبهرة.

1. استُقدّمت المواد المستخدمة في بناء جامع الشيخ زايد الكبير من مختلف أنحاء العالم،

حيث يحظى بإشادة واسعة لتصميمه الجميل وتفاصيله الدقيقة.

يعكس كلّ عنصر وتفصيل في هذا المسجد شكلاً من أشكال الوحدة العالمية، بدءاً من أكبر أرضياتٍ مصنوعةٍ من الفسيفساء في العالم، وصولاً إلى القباب المتلألئة الفريدة التي تعلوها تيجان مغطّاة بورق الذهب. استُقدمت المواد المستخدمة في بناء هذا المسجد الأيقوني من دولٍ عديدة حول العالم، بحيث جمع أفضل ما تقدّمه كلّ وجهة ليكشف عن تحفةٍ معماريةٍ فريدةٍ بجمالٍ لا مثيل له. ومن البلدان التي استُقدمت منها المواد نذكر: نيوزيلندا، والمغرب، ومصر، وتركيا، واليونان، وباكستان، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا، والصين، والهند.

2. تحاكي الثريات الأيقونية في جامع الشيخ زايد الكبير شكل شجرة النخيل المقلوبة، رمز الازدهار في الإمارات

تحمل هذه الثريات الكريستالية الشهيرة توقيع شركة فوستيغ الألمانية، في تصميمٍ يُكرّم إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

تحاكي الثريات الأيقونية في جامع الشيخ زايد الكبير شكل شجرة النخيل المقلوبة، رمز الازدهار في الإمارات. فهي تُصنع من الفولاذ المقاوم للصدأ والمطليّ بطبقةٍ من الذهب عيار 24 قيراطاً، وتزدان بكريستالات سواروفسكي المتلألئة، حيث تضمّ أكثر من 40 مليون كرةٍ بألوانٍ زاهية من الأخضر والأحمر والأصفر، لتتناغم بانسيابيةٍ تامة مع روعة التصميم المعماري للجامع.

3. يرتبط نظام الإضاءة في جامع الشيخ زايد الكبير بدورة القمر

تتلألأ الجدران الخارجية المسجد ببريقٍ خفيفٍ في الليل، يتبدّل مع تبدُّل مراحل الشهر القمري، ليجسّد رونق القمر في كلّ حالاته.

أشرفت شركة سبيرز آند ميجور لهندسة الإضاءة على تصميم نظام إضاءة متكامل يُبدِّل لون الجامع من الأزرق الداكن في مطلع الشهر القمري إلى الأبيض عند اكتمال البدر، قبل أن يعود تدريجياً إلى الأزرق الداكن مع اختفاء القمر. ويُعدّل سطوع الضوء المنعكس على الجدران الخارجية كلّ يومين بدقّةٍ مذهلة. وفي الليلة الرابعة عشرة من الدورة القمرية، يتوهج القمر باللون الأبيض الأشدّ سطوعاً تزامناً مع اكتمال القمر. وليس هذا النظام مجرّد إنجازٍ تكنولوجي باهر، بل هو عملٌ فنيّ مُلهِم يأسر الحواس ويبعث في النفس رهبةً تشبه رهبة التأمل تحت ضوء القمر نفسه.

4. استوحي تصميم الجامع من النهج المعماري المغولي والمغربي

تجسّد قباب جامع الشيخ زايد الكبير روعة الفنّ الإسلامي الأصيل، إذ تمزج بين الأسلوب المغربي والطراز المغولي في تناغمٍ بديع.

يبلغ قطر أكبر قبّة نحو 32.6 متراً، فيما يصل ارتفاعها إلى 84 متراً، وقد صُمّمت نوافذ عند قاعدتها لتتيح دخول الضوء الطبيعي إلى أروقة الصلاة. أما من الداخل، فتزدان القباب بتصاميم مستوحاة من الطابع المغربي التقليدي، في دلالةٍ إلى دور الجامع كجسرٍ يجمع بين الثقافات والحضارات في تحفة معماريّة واحدة.

5. بدأ تشييد المسجد عام 1996، واستغرق 11 عاماً لحين انتهائه

بدأ المشروع كمبادرةٍ لتكريم الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسرعان ما تحوّل إلى دار عبادةٍ، وتحفةً فنيةً معماريةً آسرة، ومعلم سياحي أيقوني يستقطب الزوّار من مختلف أنحاء العالم. 

بعد 11 عاماً من العمل الدؤوب الذي قام به فريق من الخبراء من مختلف أنحاء العالم، افتتح المسجد أبوابه أمام الجمهور في 20 ديسمبر 2007. واليوم، يُعدّ جامع الشيخ زايد الكبير مكان الرقاد الأخير للرجل الذي أطلق هذه الرؤية الاستثنائية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي سيبقى منارةً للتسامح والإلهام الإنساني عبر الأجيال.

الجولات برفقة مرشد في جامع الشيخ زايد الكبير

هل تودّ التعمّق أكثر في تاريخ جامع الشيخ زايد الكبير وتصميمه المهيب وهندسته المعمارية الفريدة؟

انضمّ إلى جولةٍ ثقافية مجانية ينظّمها الجامع، تتناول مواضيع تعليمية وثقافية وتفاعلية بطريقةٍ شيّقة، وتشكّل الوسيلة المثالية لتعريف الأطفال على الجامع وتاريخه العريق. تتراوح مدّة الجولة بين 30 و45 دقيقة.

هل أنت مستعدّ لتخطّط لرحلتك؟

اطّلع على نصائحنا وإرشاداتنا المفيدة لتخطّط لرحلتك إلى أبوظبي.