إظهار الكل
طرق للإبحار في تاريخ أبوظبي العريق.9
ترفع الحصون والمقابر وغيرها من المعالم الأثرية الستار عن جذور الإمارة في العصر البرونزي، فيما تكشف القطع الأثرية عن آثار التجار البدو الذين اجتازوا مسارات البخور على طريق الحرير الشهير. يُشار إلى أنهم كانوا مناسبين للعمل في التجارة كونهم اعتادوا على التضاريس الوعرة. وعلى مدى ألفي عام، كانت قوافل حيوانات الإبل تنقل السلع الثمينة عبر الكثبان الرملية والصحراء العربية، وتشق طريقها بين الحضارات النائية في الصين وأوروبا وآسيا وأفريقيا.
وفي القرن الثامن عشر، استقرت قبائل بني ياس في أبوظبي، التي تعني "أرض الغزال" باللغة العربية. يُقال إنّ عاصمة الإمارات العربية المتحدة تأسست عندما قاد غزال قبيلة متجولة إلى المياه العذبة في جزيرة تضمّ 300 كوخٍ تم بناؤه من سعف النخيل فقط وبعض المباني المرجانية وحصن الحاكم، وضمّت هذه القبيلة عائلة آل نهيان الحاكمة اليوم. عمل المستوطنون في بيئتهم المحيطة إلى أن أصبحوا بحارة محترفين وغواصين يصطادون اللؤلؤ.
اكتشف روائع الجزيرة العربية القديمة عندما تزور مختلف المواقع الأثرية في أبوظبي واستمتع بالتقاليد العريقة.
1. أبحر في التاريخ العريق في وسط المدينة
2. تعرّف إلى المبدعين في الحرف الإماراتية التقليدية
3. تعرف على الكنوز القديمة التي عثر عليها في البحر
تقع المدينة على ضفاف البحر، لذا يمكنك القيام بجولة على متن قارب لتتعرف أكثر على كيفية اعتماد شعب أبوظبي قديماً على ثرواتها لتأمين حياة كريمة. أدى صيد اللؤلؤ والأسماك دوراً بارزاً في اقتصاد الإمارة في الماضي، حيث ضمّت الموانئ أعداداً كبيرة من قوارب صيد السمك واللؤلؤ فضلاً عن أحواض بناء السفن حيث قام الحرفيون بتصميم مراكب خشبية تقليدية جميلة. كان السكان يقومون بصيد اللؤلؤ خلال "موسم الغوص الكبير" في الصيف وكان يستمر لأربعة أشهر. كانت كل رحلة تبدأ بحفل توديع (الهيرات)، وعند عودة البحارة، تستقبلهم عائلاتهم ويحتفلون بعودتهم ويزيّنون منازلهم ثم يتشاركون الولائم. توفر العديد من الشركات رحلات صيد اللؤلؤ، حيث يمكنك القيام برحلة ممتعة على متن قارب الدهو التقليدي وتستمع إلى الأغاني والقصص القديمة عن البحر، وتتعرف على تقنيات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ التي ساهمت في كتابة الفصول الأولى من كتاب نجاح مدينة أبوظبي العصرية.
4. تجول في الطرق القديمة بين الواحات التي يزيد عمرها عن 4 آلاف عام
5. اكتشف الحصون الخلابة التي حمت هذه المنطقة الخصبة
6. عُد بالزمن إلى العصرين البرونزي والحديدي
تستكنّ واحة هيلي بالقرب من وادي الأحفوري وتعدّ منطقة غنية بمجموعة متنوعة من الأحافير التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين عندما كانت المنطقة مغمورة بمياه البحر. يعتبر متنزه آثار الهيلي الدليل الأول الذي تم اكتشافه والذي يشير إلى وجود قرية زراعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن العديد من القرى والمدافن والبنية التحتية الزراعية التي يعود تاريخها إلى العصرين البرونزي والحديدي. تم العثور على أكبر مجموعة من المدافن والمباني في الفترة الممتدة بين 2500 و2000 قبل الميلاد وقد سُمّيت هذه الفترة باسم "حقبة أم النار" ويُعدّ مدفن الهيلي الكبير من أهم المباني في هذه الوجهة.
وتوجّه إلى منتزه جبل حفيت الصحراوي لتشاهد مقابر على شكل خلية نحل تم بناؤها بين 3200 و2700 قبل الميلاد من العصر البرونزي في مدينة العين. وتشمل المصنوعات اليدوية الفخار والخرز والخناجر، حيث تُظهر جميعها الروابط التجارية خلال العصر البرونزي مع بلاد ما بين النهرين قديماً (العراق حالياً) وإيران ووادي السند (باكستان والهند حالياً).
7. تعمّق في التاريخ متعدّد الثقافات في جزيرة صير بني ياس
8. انغمس في أكبر كثبان رملية في العالم
ونظراً لموقعها الجغرافي، كانت شبه الجزيرة العربية القديمة جزءاً من طرق الحرير التي يستخدمها التجار الذين يسافرون بين الصين وأوروبا، حاملين الحرير والسلع الفاخرة الأخرى عبر آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 130 قبل الميلاد و 1453 ميلادياً، فربطت المدن المستكنّة على المرفأ في الخليج العربي الطرق البرية والبحرية. بدأت الطرق البحرية في الصين ولفّت حول الساحل الهندي مروراً بشبه الجزيرة العربية. كان التجار العرب يتاجرون بالبخور واللؤلؤ على طول مسارات البخور التي يمرّ بعضها في الصحراء.
9. تعرّف إلى الحيوانات التي أسهمت في صنع التاريخ
لعبت الحيوانات دوراً بطولياً في قصة العاصمة إلى جانب الروح الريادية للبدو التي تعتبر ركناً من أركان تطور أبوظبي، إذ ساهمت الصقور والكلاب السلوقية في بقاء البدو في الصحراء، إلى جانب حيوانات الإبل التي تعدّ قيّمة جداً. تعدّ الكلاب السلوقية الأصلية من أقدم سلالات الكلاب الأليفة وكانت تصطاد مع الصقور لسكان الصحراء العربية لحوالى خمسة آلاف عام. تساعد الصقور على ملاحقة الفريسة في أرض شحيحة الموارد كما ورد في الأشعار والأغاني والقصص البدوية. في العام 2016، وقد تم إدراج الصيد بالصقور ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.